recent
آخر الأخبار

تضامن غير مسبوق للأحزاب والتيارات السياسية اللبنانية مع حزب الله

الصفحة الرئيسية

 

hezb

الوقت اليمني - عملية طوفان الأقصى أدخلت معادلات منطقة الشرق الأوسط المضطربة إلى مرحلة جديدة، منذ الساعات الأولى للحرب، بدأ حزب الله اللبناني صراعاً محدوداً ومسيطراً عليه على حدود الجبهة الشمالية مع "إسرائيل" من أجل إشراك جزء من القوة القتالية للكيان الصهيوني، ودعم شعب غزة المضطهد وإجبار هذا الكيان على الاستسلام وقبول وقف إطلاق النار، والآن، وبعد مرور عام تقريباً على الحرب، وجه الكيان الصهيوني اهتمامه إلى الحدود الشمالية وزاد عدد جنوده على الحدود مع لبنان، الآن، أكثر من أي وقت مضى، هناك احتمال لارتفاع مستوى الصراعات وحرب واسعة النطاق بين حزب الله اللبناني والكيان الصهيوني.

والحقيقة أن قسما من الأحزاب والتيارات السياسية في لبنان في تحالف كامل مع محور المقاومة، رغم اختلاف الآراء ووجهات النظر السياسية مع حزب الله، ومع توجهها الداعم لحزب الله سواء في الفضاء الداخلي أو ضد الكيان الصهيوني، نتابع في هذه المقالة النهج الذي اتبعته مختلف الأحزاب والتيارات السياسية في لبنان خلال العام الماضي.

حركة أمل.. الحليف الاستراتيجي لحزب الله

وباعتبارها أحد أكبر حزبين شيعيين في لبنان، فقد تبنت حركة أمل، رغم تأكيدها على الحفاظ على الوحدة الوطنية، موقف الدعم الكامل لحزب الله خلال العام الماضي، وباعتباره زعيم هذه الحركة، وهو أيضا رئيس البرلمان اللبناني، أكد "نبيه بري" مرارا وتكرارا على ضرورة مقاومة لبنان ضد عدوان الكيان الصهيوني خلال العام الماضي.

وفي لقائه مع آية الله خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في حزيران/يونيو، قال إن "لبنان لا يمكن أن يظل صامتا أمام قتل أهل غزة، لذلك دخلت المقاومة اللبنانية إلى الميدان لدعم أهل غزة"، وبشكل عام، تظهر هذه المواقف التحالف الاستراتيجي بين حزب الله وحركة أمل، باعتبارهما حركتين شيعيتين متجذرتين في لبنان.

الأحزاب السنية والدرزية إلى جانب حزب الله

كما يقف أهل السنة في لبنان إلى جانب المقاومة ضد الكيان الصهيوني رغم اختلاف وجهات النظر مع حزب الله في مختلف القضايا، ورغم أن أشخاصاً مثل "سعد الحريري" اعتزلوا السياسة منذ فترة طويلة ولم تكن لهم مكانة كبيرة في البيئة اللبنانية، إلا أنه نظراً للأجواء السائدة بين السنة اللبنانيين، اعتبرت الشخصيات المقربة منه أن الكيان الصهيوني هو السبب في الأزمة التي تشهدها المنطقة وانحازوا إلى حزب الله في نصرة شعب فلسطين المظلوم.

إن تصريح السيد حسن نصر الله بأن حزب الله اللبناني دخل الميدان نصرة لشعب غزة المظلوم والضغط على الكيان الصهيوني لقبول وقف إطلاق النار، كان له صدى إيجابي في المجتمع السني، ولهذا السبب، فإن الأحزاب التي تقليديا كان لديهم توجه نقدي تجاه حزب الله، خلال الحرب الحالية، لم يرفعوا انتقاداتهم من أجل الحفاظ على التضامن.

على سبيل المثال، يعد "نجيب ميقاتي"، رئيس وزراء لبنان، من الشخصيات التي تُعرف بأنها منتقدة لحزب الله في البنية السياسية اللبنانية، لكنه لم يتخذ أي موقف نقدي تجاه حزب الله خلال هذا العام الواحد، وبينما شدد ميقاتي على ضرورة وقف الاعتداءات الصهيونية على لبنان، طالب مرارا المجتمع الدولي بمنع العدوان الإسرائيلي، وألغى رحلته إلى نيويورك بسبب الوضع الحرج في جنوب لبنان، وبشكل عام، ينبغي القول إن أجواء الحركة السنية في لبنان هي أجواء معادية لـ"إسرائيل"، وبسبب جرائم الصهاينة أزيلت الكثير من الخلافات، وبشكل عام الجميع يدعم حزب الله.

ودروز لبنان وقفوا أيضاً إلى جانب محور المقاومة خلال العام الماضي، "وليد جنبلاط"، زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، رغم أن حزبه يعرف في البيئة السياسية اللبنانية، إلا أنه أعلن خلال العام الماضي عن مواقف واضحة داعمة لمحور المقاومة، ومع تأكيده على ضرورة وقف الحرب وعدم توسيعها، أكد وقوفه إلى جانب حزب الله ومحور المقاومة ضد العدو الصهيوني، كما أن موقفه من حادثة "مجدل الشمس" أكسبه امتنان السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في لبنان.

اتحاد المسيحيين اللبنانيين مع المقاومة

الحزب المسيحي باسم التيار الوطني الحر، بقيادة "جبران باسيل"، ورغم كونه منتقداً لحزب الله في الأشهر الأولى من الحرب، مع تحديه للطريقة التي دخل بها حزب الله الحرب، إلا أنه اتخذ مواقف واضحة ضد الكيان الصهيوني في الأشهر القليلة الماضية، وذكر صراحة أنه إذا هاجمت "إسرائيل" لبنان فإنه سيتحد مع الجماعات الأخرى ضد هذا الكيان، وإذ أدان هذا الحزب تفجيرات أجهزة البيجر والهجمات السيبرانية على لبنان، أعلن وقوفه إلى جانب المقاومة وأي جماعة تواجه "إسرائيل"، وحضر إلى منزل علي عمار ممثل حزب الله في البرلمان اللبناني ليعزيه باستشهاد نجله في العملية الإرهابية عملية تفجيرات النداء.

ومن بين المسيحيين، هناك مجموعتان فقط تنتقدان حزب الله، هما "القوات اللبنانية" بزعامة سمير جعجع وحزب الكتائب المحافظ بزعامة سامي جميل، وكان هذان الطرفان يعتقدان أساساً أنه لا ينبغي لحزب الله أن يدخل الحرب دعماً لحماس، ومعظم الانتقادات الموجهة لحزب الله في لبنان تأتي من هذه الجماعات، وهاتان المجموعتان لا تقولان إن الكيان الصهيوني هو سبب الوضع الحالي، بل تحدد هذه التيارات هويتها في مواجهة حزب الله ومحور المقاومة، وبالطبع، ونظراً لمحدودية صوت هذه التيارات، لا يمكن اعتبار صوتها رأي الطائفة المسيحية اللبنانية.

لقد عاش شعب لبنان الحياة ضد الصهاينة بسبب وجود حدود مشتركة مع الأراضي المحتلة، ولم يكن لديهم قط مثل هذا التصور بأن الاسترضاء مع الصهاينة سيمنع أعمال "إسرائيل" العدوانية ضد الأراضي اللبنانية، وإن استعراض حزب الله للقوة على الجبهة الشمالية خلال العام الماضي كان مصحوباً بدعم أغلبية الشعب اللبناني، لأن العديد منهم يعتقدون أنه لولا حزب الله لكررت "إسرائيل" الجرائم التي ارتكبتها في غزة في لبنان.

اليوم، الأجواء المعادية لـ"إسرائيل" في لبنان واضحة تماما، وبناء على الملاحظات والتقديرات النوعية، يبدو أن هذه الأجواء المعادية لـ"إسرائيل" في لبنان قد اشتدت، صحيح أن هناك مخاوف لدى الشعب والأحزاب والتيارات السياسية في لبنان من دخول هذا البلد في حرب شاملة، لكن الكثير منهم يعلمون أن السبب الرئيسي لهذا الوضع هو الكيان الصهيوني وحكومة اليمين المتطرفة بقيادة نتنياهو وحزب الله نفسه كان ضحية ودفع الكثير من الأثمان خلال العام الماضي.

google-playkhamsatmostaqltradent